حقيقة عودة التجنيد الإجباري في الأردن بعد تأجيل خدمة العلم
أعلنت الحكومة الأردنية مؤخراً قرار إعادة العمل بنظام التجنيد الإجباري في البلاد، وهي خطوة تعتبر استراتيجية لتعزيز انضباط الشباب وتقوية الانتماء الوطني.
القرار، الذي كان متوقعاً منذ عدة أشهر، يعكس جهود الدولة لمواجهة التحديات الأمنية والاجتماعية من خلال إشراك الشباب في الخدمة العسكرية.
هذه الخطوة جاءت في وقت تزايدت فيه المخاوف من التهديدات الإقليمية، وارتفاع دعوات المسؤولين لإعادة التجنيد الإجباري.
قرار تأجيل خدمة العلم
وفقاً لما صرح به العميد الركن مصطفى الحياري، مدير الإعلام العسكري الأردني، فإن قرار تأجيل دفتر خدمة العلم تم اتخاذه قبل خمسة أشهر ولم يكن مفاجئاً.
وأوضح الحياري في تصريحاته لقناة “المملكة” أن المكلفين لا يشترط عليهم تقديم شهادة انتهاء خدمة العلم عند السفر، مضيفاً أن القوات المسلحة الأردنية في مراحلها الأخيرة من أتمتة خدمة العلم بالتعاون مع وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة.
الحكومة الأردنية أصدرت تعميماً في 24 سبتمبر الماضي، طالبت فيه جميع الخاضعين للتجنيد بالتوجه إلى أقرب مركز للتعبئة لإصدار دفاتر خدمة علم سارية المفعول.
لكن الحياري أشار إلى أن الاستجابة كانت ضعيفة، مما دفع القوات المسلحة إلى إعادة التعميم في 16 أكتوبر الحالي، مع التأكيد على أهمية التأجيل أو الإعفاء لتجنب تعطيل السفر.
أهمية التجنيد الإلزامي
أوضح العميد الحياري أن الهدف الأساسي من خدمة العلم هو “إيجاد شباب منضبط ومرتبط بأرضه”، مشيراً إلى أن القوات المسلحة تفضل التوسع في تحقيق هذه الأهداف من خلال الخدمة العسكرية.
وكشف الحياري أن التجنيد الإجباري في الأردن خدمة العلم الإجبارية يتم تنظيمها حالياً بموجب قانون خدمة العلم والخدمة الاحتياطية، مما يعزز من قدرة الجيش الأردني على مواجهة التحديات.
في السنوات الأخيرة، ازدادت الدعوات من قبل مسؤولين ونواب في البرلمان الأردني بضرورة إعادة التجنيد الإلزامي، خاصة مع التهديدات المتزايدة من قبل إسرائيل وتصريحات المسؤولين المتطرفين في الكنيست.
من يشمل التجنيد الإجباري في الأردن
بحسب قانون خدمة العلم في الأردن، يشمل التجنيد الإلزامي كل مواطن أردني ذكر يتراوح عمره بين 18 و40 عاماً. مدة الخدمة تتراوح بين سنة إلى سنتين، وفقاً لما تراه القيادة العامة.
بعد إتمام الخدمة الإلزامية، ينتقل المجند إلى الخدمة الاحتياطية لمدة خمس سنوات، والتي لا تتطلب بالضرورة الخدمة الفعلية، قبل أن يصبح جزءاً من الجيش الشعبي.
القانون يستثني بعض الفئات من الخدمة الإلزامية، مثل الشباب الوحيد لوالديه، أو أولئك الذين يعانون من مشكلات صحية تمنعهم من أداء الخدمة العسكرية، بناءً على تقارير طبية صادرة عن مديرية الخدمات الملكية.
مكاتب التعبئة وجاهزية الجيش
أعلنت شعبة التعبئة والجيش الشعبي أنها قامت برفع جاهزية 37 مركز تعبئة موزعة في مختلف محافظات الأردن والجامعات لتأجيل خدمة العلم. كما تم افتتاح مركز تعبئة خاص في مطار الملكة علياء الدولي يعمل على مدار الساعة، لتسهيل عملية تأجيل الخدمة أو إصدار الوثائق المطلوبة.
الدفعة الأولى من المجندين
أعلن الأردن في وقت سابق أن الدفعة الأولى من المجندين ستكون من الفئة العمرية بين 25 و29 عاماً، مع استثناء فئات محددة مثل المتزوجين، العاملين في القطاعات المختلفة، والطلاب.
البرنامج يتضمن تدريباً عسكرياً لمدة ثلاثة أشهر، بالإضافة إلى أسبوعين من الخدمة المجتمعية تحت إشراف القوات المسلحة الأردنية، مع مبيت إجباري وعطلات نهاية كل شهر.
إعادة التجنيد الإجباري في الأردن خطوة تهدف إلى مواجهة التحديات الأمنية وتعزيز الانتماء الوطني. ورغم التحديات التي قد تواجهها عملية التنفيذ، تظل الحكومة الأردنية مصممة على المضي قدماً في هذا البرنامج الذي يهدف إلى خلق جيل جديد من الشباب المنضبطين والمستعدين للدفاع عن الوطن.