آلية سناب باك الغرب يلوّح بإعادة العقوبات الأممية على إيران

ماهي الية سناب باك

وسط تصاعد التوترات بين إيران والدول الغربية بشأن الملف النووي، عادت إلى الواجهة “آلية سناب باك” كأداة قانونية قد تُستخدم لإعادة فرض العقوبات الدولية على طهران دون الحاجة إلى تصويت جديد في مجلس الأمن.

وتُعرف آلية الزناد أو “Snapback” بأنها بند مدرج ضمن قرار مجلس الأمن رقم 2231، الذي تم تبنيه في أعقاب توقيع الاتفاق النووي الإيراني عام 2015 بين طهران ومجموعة 5+1. وتتيح هذه الآلية لأي طرف من الموقعين على الاتفاق تقديم شكوى رسمية في حال اعتقاده بوجود خرق من قبل إيران لبنود الاتفاق.

ما هي آلية سناب باك

“سناب باك” (Snapback) تعني حرفيًا “العودة التلقائية”، وقد أدرجت ضمن القرار الدولي 2231 الصادر في 20 يوليو 2015، والذي صادق على خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) الخاصة بالبرنامج النووي الإيراني.

ألية آلية سناب

بحسب ما ينص عليه القرار الأممي، فإن آلية سناب باك تبدأ بتقديم الشكوى إلى اللجنة المشتركة المعنية بالاتفاق النووي، لتُعطى الأطراف مهلة مدتها 15 يومًا لمحاولة تسوية الخلاف دبلوماسيًا. وفي حال تعذر الوصول إلى حل، يُرفع النزاع إلى وزراء الخارجية لفترة زمنية مماثلة، مع إمكانية طلب رأي تقني من لجنة خبراء، وإن لم تُفضِ هذه الخطوات إلى تسوية، يُحال الملف إلى مجلس الأمن.

وهنا تكمن خصوصية الآلية، إذ أنه في حال عدم إصدار المجلس قرارًا جديدًا خلال 30 يومًا، تُستأنف تلقائيًا جميع العقوبات الأممية التي كانت مفروضة قبل توقيع الاتفاق، دون الحاجة إلى تصويت أو فيتو.

العقوبات ضد إيران لـ آلية سناب

في حال تفعيل الآلية، تعود العقوبات التي سبق أن أقرها مجلس الأمن، وتشمل:

  • حظر بيع وتصدير الأسلحة إلى إيران.

  • تجميد الأصول المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني.

  • قيود على سفر عدد من المسؤولين والكيانات الإيرانية.

  • حظر استيراد المعدات والمواد المرتبطة بالتكنولوجيا النووية والصاروخية.

 

موقف إيران من آلية سناب

من جانبها، ترفض إيران بشدة أي محاولة لتفعيل آلية سناب باك، وتصفها بأنها “إجراء غير قانوني وعدائي”. وترى طهران أن الدول الأوروبية، وخاصة بريطانيا وفرنسا وألمانيا، لم تلتزم هي الأخرى بكامل تعهداتها، وبالتالي فإنها فاقدة للشرعية في تفعيل مثل هذا الإجراء.

وأكدت وزارة الخارجية الإيرانية في تصريحات سابقة أن “أي تحرك لإعادة فرض العقوبات سيقابل برد مناسب ومتناسب”، محذرة من “نتائج وخيمة على مسار التعاون الدبلوماسي”.

توتر مستمر وترقب دولي

يأتي الحديث المتجدد عن آلية سناب باك في ظل استمرار الجمود في مفاوضات إحياء الاتفاق النووي، وتبادل الاتهامات بين طهران والدول الغربية بشأن الالتزام ببنود الاتفاق.

ويرى مراقبون أن مجرد التلويح باستخدام هذه الآلية يحمل رسالة ضغط قوية على إيران، خصوصًا مع اقتراب الانتخابات الأميركية واحتمال تغير السياسة تجاه الملف النووي الإيراني في حال تغير الإدارة.

توتر مستمر وترقب دولي

نرحب بالتزام الدول الأوروبية الثلاث المُعلن بتفعيل آلية الأمم المتحدة لإعادة فرض العقوبات إذا لم تعد إيران إلى الامتثال الكامل لالتزاماتها النووية بحلول نهاية أغسطس. هذا، إلى جانب العقوبات الأخيرة التي فرضها المجلس الأوروبي على ثمانية أفراد إيرانيين وكيان واحد متورط في القمع العابر للحدود في أوروبا، يُرسل رسالة واضحة: استمرار الانتهاكات سيكون له عواقب.

مع تعثّر محاولات إحياء الاتفاق النووي الإيراني، عادت إلى الساحة الدولية “آلية سناب باك”، وهي أداة قانونية منصوص عليها في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231، وتتيح إعادة فرض العقوبات الأممية على إيران تلقائيًا، إذا ثبت خرقها للاتفاق النووي الموقع عام 2015.

لينا الشمري - محررة أخبار دولية

لينا الشمري صحفية دولية متخصصة في تغطية القضايا العالمية الساخنة. تنقل لينا الأحداث من قلب العواصم وتقدّم تحليلات دقيقة وتقارير ميدانية تعكس أبعاد الصورة بكل حيادية واحتراف. بخبرتها في الصحافة الرقمية والتقارير المصورة، تلتزم بنقل الحقيقة كما هي، وبأسلوب موضوعي يخاطب القارئ أينما كان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى