سبب وفاة فتحي الهداوي الفنان التونسي وعميد السينما التونسية حيث تودّع الساحة الفنية التونسية والعربية اليوم أحد أعمدتها البارزة، الفنان المسرحي والسينمائي والتلفزيوني فتحي الهداوي، الذي وافته المنية عن عمر ناهز 63 عامًا بعد رحلة طويلة مع المرض.
وداع حزين لرائد المسرح والدراما بمشاعر مليئة بالحزن والأسى، نعت وزارة الشؤون الثقافية التونسية الفنان الراحل فتحي الهداوي، مؤكدة أن فقدانه يمثل خسارة كبيرة للفن التونسي والعربي.
جاء في بيان الوزارة: “نتقدم بأحرّ التعازي إلى أسرة الفقيد وإلى الأسرة الفنية الموسعة، سائلين الله أن يلهم الجميع الصبر والسلوان”.
محطات لامعة في مسيرة فنية طويلة فتح الراحل فتحي الهداوي أبواب الإبداع منذ سن مبكرة، حيث بدأ رحلته الفنية على خشبة المسرح المدرسي، محققًا أولى جوائزه عام 1978 في المهرجان الوطني للمسرح المدرسي.
أيضاً اصل الهداوي تألقه ليحصد نفس الجائزة في عام 1980، ثم انطلق إلى مسرح الهواة عام 1985 مع فرقة المسرح المثلث بإشراف الحبيب شبيل.
انضم لاحقًا إلى مجموعة “المسرح الجديد” مع أسماء لامعة مثل الفاضل الجعايبي وجليلة بكار، حيث برز كواحد من أهم رموز المسرح التونسي.
إنجازات محلية وعالمية تجاوزت أعمال الراحل الحدود المحلية، ليشارك في أفلام تونسية وعربية وأجنبية، مثل فيلم “حلفاوين” لفريد بوغدير، و”صفائح من ذهب” لنوري بوزيد. كما تعاون مع مخرجين عالميين مثل الفرنسي سارج موواتي والإيطالي فرانكو روسي، ليبرز اسمه على الساحة العالمية.
في مجال الدراما التلفزيونية، بدأ نجم الهداوي يسطع منذ التسعينيات مع مسلسل “الأيام كيف الريح” للمخرج صلاح الدين الصيد، قبل أن يشارك في أعمال درامية تاريخية عربية شهيرة مثل “تاج من شوك” و”هولاكو” و”الحجاج”، ومسلسل “عمر” الذي أخرجه الراحل حاتم علي.
تكريم وجوائز تعكس تميزه نال الفنان الراحل العديد من الجوائز، كان أبرزها جائزة أفضل ممثل في مهرجان وهران للفيلم العربي عام 2013، والتي جاءت تتويجًا لمسيرته الغنية التي امتدت لعقود.
وداع الأسطورة برحيل فتحي الهداوي، يفقد الفن التونسي والعربي قامة مبدعة كانت شاهدة على تطور المسرح والسينما والدراما في المنطقة. ستظل أعماله خالدة في ذاكرة محبيه، معبرة عن روح الإبداع الذي قدمه لجمهوره طوال حياته.
