في خضم التحديات الاقتصادية المعقدة التي تشهدها اليمن، يظل الذهب ليس مجرد معدنٍ ثمين، بل شريان حياة وملاذًا آمنًا للغالبية العظمى من السكان. ففي بلدٍ تتصارع فيه العملة الوطنية مع تقلبات سعر الصرف والتضخم الجامح، يُصبح الذهب الأداة الأثمن لحفظ القيمة والتحوط من المجهول. لكن، وكما هو الحال مع جوانب الحياة الأخرى، فإن سوق الذهب في اليمن لا يزال يعكس الانقسام الاقتصادي والجغرافي الذي تعيشه البلاد، مما يخلق تباينات واضحة في الأسعار بين المدن الرئيسية.
لماذا يختلف سعر الذهب بين المدن اليمنية؟
الذهب، في جوهره، سلعة عالمية تخضع لأسعار بورصة المعادن الثمينة العالمية بالدولار الأمريكي. لكن عند وصوله إلى السوق اليمني، يكتسب أبعادًا محلية معقدة. التفاوتات في أسعار الذهب بين صنعاء، عدن، مأرب، وحضرموت ليست مجرد فروقات بسيطة، بل هي انعكاس مباشر لعدة عوامل حاسمة:
- سعر الصرف المتباينة: هذا هو العامل الأبرز. اليمن يشهد نظامًا نقديًا منقسمًا، حيث يختلف سعر صرف الريال اليمني مقابل الدولار بشكل كبير بين مناطق السيطرة المختلفة. على سبيل المثال، قد يكون الريال أكثر استقرارًا (أقوى مقابل الدولار) في بعض المناطق الشمالية، بينما يكون أضعف بكثير في المناطق الجنوبية والشرقية. هذا التباين يؤثر مباشرة على سعر شراء الذهب بالعملة المحلية. كلما كان الريال أضعف، ارتفع سعر الذهب بالريال اليمني في تلك المنطقة.
- تكاليف النقل والمخاطر: نقل الذهب من مناطق الاستيراد إلى المدن المختلفة يترتب عليه تكاليف إضافية، بالإضافة إلى مخاطر الطريق والتأمين، خاصة في ظل الظروف الأمنية الراهنة. هذه التكاليف تُضاف حتمًا إلى السعر النهائي للذهب.
- العرض والطلب المحلي: تختلف مستويات القدرة الشرائية والطلب على الذهب كاستثمار أو زينة بين المدن. في بعض المدن، قد يكون هناك طلب أعلى على الذهب كاستثمار في ظل غياب بدائل استثمارية أخرى، مما قد يدفع الأسعار للارتفاع.
- هو100%امش الربح المحلية: تختلف هوامش الربح التي يضعها تجار الذهب من مدينة لأخرى، بناءً على المنافسة، وتكاليف التشغيل، والظروف الاقتصادية السائدة في كل منطقة.
الذهب: ملاذ آمن في زمن التقلبات
رغم هذه التباينات، يبقى الذهب هو الملاذ الآمن المفضل لليمنيين. سواء كان ذلك في شكل مدخرات شخصية، أو كمجوهرات يُمكن تحويلها إلى سيولة نقدية عند الحاجة، أو حتى كبديل للعملة المتقلبة في بعض المعاملات الكبيرة. يوضح هذا التوجه مدى فقدان الثقة في القطاع المصرفي والعملة المحلية كأدوات للحفاظ على الثروة.
بشكل عام، عندما ترتفع أسعار الذهب عالميًا (مدفوعة بتوترات جيوسياسية، تضخم عالمي، أو تراجع الدولار)، ينعكس ذلك على الأسعار في اليمن، وإن كان بنسب متفاوتة حسب سعر الصرف المحلي. وعلى العكس، فإن أي تراجع في سعر الذهب العالمي قد لا ينعكس بشكل كامل على الأسعار المحلية إذا كان سعر الصرف المحلي يشهد تدهورًا أسرع.
جداول تقديرية للأسعار (كمثال توضيحي للتباين)
نظرًا لعدم قدرتي على التنبؤ بأسعار حقيقية ليوم 9 يونيو 2025، سأقدم لك جداول توضيحية لما قد تبدو عليه الأسعار الافتراضية في الظروف الحالية، مشددًا على أن هذه الأرقام ليست حقيقية أو دقيقة لتاريخ مستقبلي محدد، وإنما هي مثال على التباين المتوقع.
ملاحظة هامة: هذه الجداول تهدف فقط إلى توضيح مفهوم التباين في الأسعار بين المدن، وليس تقديم أسعار فعلية ليوم 9 يونيو 2025.
1. أسعار الذهب (تقديرية) في صنعاء (ريال يمني)
| نوع الذهب (العيار) | سعر تقديري (شراء) | سعر تقديري (بيع) |
|---|---|---|
| جرام 24 | 33,000 | 33,700 |
| جرام 21 | 28,900 | 29,500 |
| جرام 18 | 24,700 | 25,200 |
