موسم “العوشة” في بني حشيش: العنب يتحول إلى زبيب يمني فاخر يُنافس عالميًا
من أجود أنواع الزبيب

تشهد مديرية بني حشيش شرق صنعاء هذه الأيام موسم “العوشة”، وهي عملية تقليدية يقوم خلالها المزارعون بتجفيف العنب وتحويله إلى زبيب، في واحدة من أهم المراحل الزراعية التي تمنح العنب اليمني قيمة اقتصادية مضاعفة.
كيف عملية العوشة وإستخراج الزبيب
يعتمد المزارعون في هذه العملية على تجفيف العنب تحت أشعة الشمس لفترة تتجاوز 35 يومًا، ومن خلال أجهزة تقليدية يتم وضعها فوق سطح الأرض وتجفيف العنب، ليخسر العنب نحو 75% من وزنه، حيث أن سلة العنب بوزن 20 كيلوغرامًا لا تنتج سوى 4 – 5 كيلوغرامات من الزبيب فقط.
ولذلك يرى الكثيرون أن الزبيب أغلى من العنب، وهذا يعود إلى إستهلاك كمية كبيرة من الزبيب لإستخراج كمية قليلة بالوزن من الزبيب، لا سيما العنب الرازقي الذي يُعد من أفخر العنب والزبيب في اليمن والعالم.
الفائدة الاقتصادية للمزارع
رغم المشقة الكبيرة التي تتطلبها عملية التجفيف، فإن العائد المادي يجعلها استثمارًا مربحًا. فمثلًا:
-
سلة عنب (20 كيلو) تُباع بحوالي 20 دولارًا.
-
أما إذا جُففت، فقد ينتج عنها ما يعادل 80 دولارًا كحد أدنى عند بيع الزبيب.
أنواع وأسعار الزبيب اليمني

الزبيب اليمني يُعدّ الأجود والأغلى عالميًا، حيث لا يُقارن بجودة الزبيب الإيراني أو الصيني، وتختلف أسعاره بحسب النوع:
-
الزبيب البياض: الأغلى سعرًا ويصل الكيلو الممتاز منه إلى 40 دولارًا.
-
الزبيب الرازقي: يحتل المرتبة الثانية بسعر يصل إلى 25 دولارًا للكيلو الممتاز.
-
الزبيب الأسود: الأرخص، حيث يباع الكيلو بـ 8 دولارات تقريبًا.
صعوبات وتحديات
المزارع اليمني يواجه تحديات عديدة في موسم العوشة، منها:
-
طول فترة الانتظار حتى يجهز الزبيب.
-
المشقة اليدوية في قشه وتنقيته من الأعواد والغبار.
-
التعبئة والنقل للسوق.
-
الحراسة لحمايته من السرقة.
يؤكد خبراء زراعيون أن الزبيب اليمني يشبه في قيمته العسل والحنطة، إذ يمكن تخزينه لسنوات دون أن يفسد، ما يمنحه مكانة استراتيجية في الاقتصاد الريفي، ويجعل من “العوشة” موسمًا ينتظره الفلاحون بشغف كل عام.