العيب الأسود ينهي فتنة قبلية بين أرحب ونهم بعد أحداث دامية في مزارع القات

صنعاء – اليمن الغد
أرحب ونهم حيث شهدت منطقة جبل أرحب شمال العاصمة صنعاء أحداثًا متوترة خلال الأيام الماضية، بعد اشتباكات مسلحة اندلعت على خلفية محاولة سرقة لإحدى مزارع القات، انتهت باعتقال لصوص مسلحين ينتمون لقبيلة نهم، قبل أن تتطور القضية إلى حادثة اختطاف ثلاثة من أبناء أرحب عقب صلاة الفجر من داخل جامع القرية.
تفاصيل واقعة أرحب ونهم
-
بدأت القصة حين رصد حارس إحدى مزارع القات عبر كاميرا المراقبة وجود لصوص داخل المزرعة.
-
بعد ملاحقة مسلحة، تمكن أبناء أرحب من القبض على أحدهم، فيما فرّ الآخرون.
-
التحقيقات الأولية كشفت أن المقبوض عليه من قبيلة نهم، لتتبعها لاحقًا محاولة تسلل مسلحين آخرين على متن باص إلى المنطقة، قبل أن يتم ضبطهم وتسليمهم للدولة.
تطورات مواجات مسلحة بين أرحب ونهم
-
بعد أسبوع من الحادثة، اختُطف ثلاثة من أبناء أرحب، بينهم كبار سن، أثناء خروجهم من صلاة الفجر في الجامع.
-
تبين لاحقًا أن عملية الاختطاف نفذتها مجموعة مسلحة من نهم، أقرباء للمحتجزين لدى الدولة.
-
هذه الحادثة أثارت غضبًا واسعًا في أرحب، التي أعلنت النكف القبلي، معتبرةً أن اختطاف رجال من بيت الله “سابقة خطيرة ومشينة” في تاريخ القبائل اليمنية.
التدخل القبلي
-
كادت الأمور أن تنزلق إلى مواجهة مسلحة واسعة، لولا تدخل وجهاء ومشايخ من قبيلتي بكيل وحاشد، وقيادات من الدولة.
-
جرى التوافق على الحكم على أبناء نهم بـ العيب الأسود، وهو من أشد العقوبات القبلية، وحكمه:
-
11 بندق.
-
11 مليون ريال.
-
11 ثورًا.
-
مع حضور مشرف في مجلس الصلح.
-
-
قبيلة نهم سارعت للوفاء بالحكم، وقدمت الغالي والنفيس لرد اعتبار أرحب، فيما استقبلتهم أرحب بالكرم والاحترام، مؤكدين طي صفحة الفتنة.
الحكمة القبلية
-
اعتُبر موقف أرحب درسًا في ضبط النفس ومنع الفتنة، إذ فضّل مشايخها وعلى رأسهم الشيخ نبيه أبونشطان اللجوء للحل القبلي، حفاظًا على الدماء وصونًا لهيبة القبيلة.
-
كما حُسب لمشايخ نهم سرعة الاعتراف بالخطأ والإيفاء بالواجبات القبلية.
ما حدث بين أرحب ونهم يعكس الوجه الأصيل للقبيلة اليمنية القائمة على الكرامة والوفاء وحل النزاعات بالعرف، رغم خطورة الحادثة. وقد سُجّلت هذه القضية في الذاكرة القبلية كأحد المواقف التي انتصرت فيها الحكمة على السلاح، وحفظت لليمنيين قيمهم الأصيلة.