الحديدة الأن : غارات جوية على الحديدة من اخر اخبار اليمن 31-10-2024
في تصعيد جديد للصراع المستمر في اليمن، نفذت الطائرات الأمريكية والبريطانية سلسلة من الغارات الجوية على مدينة الحديدة، أحد الموانئ الحيوية المطلة على البحر الأحمر.
وأفادت مصادر محلية في المدينة بسماع دوي انفجارات قوية في مواقع متفرقة، مما أثار مخاوف من توسع دائرة الصراع وتصاعد العنف بين الأطراف المتنازعة.
وجاء هذا التصعيد العسكري كرد فعل على عمليات استهداف حوثية تستهدف السفن والمصالح الأمريكية والإسرائيلية في البحر الأحمر، ما يشير إلى تدهور خطير في العلاقات الإقليمية وسط تنامي المخاطر الأمنية في المنطقة.
خلفية الغارات الجوية
خلال الأسابيع الأخيرة، تزايدت التحذيرات الأمريكية والبريطانية من تصعيد الهجمات التي تطال السفن والبنية التحتية الحيوية في البحر الأحمر.
ومع تكرار عمليات الاستهداف الحوثي لهذه الأهداف، اتخذت الولايات المتحدة وحليفتها بريطانيا قرارًا بالرد عبر شن غارات جوية متقطعة على مواقع يُشتبه أنها تدعم هذه العمليات.
وفقاً لمصادر محلية، فقد استهدفت هذه الغارات عدة نقاط في الحديدة، تركزت بعضها حول مناطق تستخدمها جماعة الحوثيين لتمركز قواتها أو تجهيز عملياتها العسكرية.
تسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون من خلال هذه الضربات إلى حماية خطوط الشحن البحرية وضمان سلامة الملاحة في البحر الأحمر.
وتعتبر الحديدة واحدة من أهم الموانئ التي يعتمد عليها اليمن لإمداداته الغذائية والدوائية، ما يجعل المدينة نقطة محورية لكل من العمليات العسكرية والمساعدات الإنسانية.
دوافع الغارات الجوية وأهدافها
يرى مراقبون أن الغارات الجوية الأمريكية والبريطانية هي رسالة قوية للحوثيين، تهدف إلى ردعهم عن استمرار استهداف السفن الأجنبية في البحر الأحمر.
وقد جاء هذا الرد في ظل قلق متزايد من تهديدات الحوثيين التي طالت سابقاً ناقلات النفط وسفن الشحن المدنية التي تعبر هذه المنطقة الاستراتيجية.
ترتبط الدوافع وراء هذا التصعيد كذلك بجهود الولايات المتحدة لتأمين مصالحها ومصالح حلفائها، حيث يشكل البحر الأحمر نقطة اتصال حيوية بين المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط، ويعد ممراً استراتيجياً للطاقة والتجارة العالمية.
إن تصاعد العمليات الحوثية في المنطقة قد يُعرض تدفق النفط عبر البحر الأحمر للخطر، مما يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في أسواق الطاقة العالمية.
التحذيرات الأمريكية والتداعيات المحتملة
مع استمرار العمليات العسكرية المتبادلة، وجهت الولايات المتحدة تحذيرات صارمة إلى الحوثيين، دعت فيها إلى التوقف عن استهداف السفن ومرافق الشحن.
وأكدت هذه التحذيرات أن هذه الهجمات قد تجر المنطقة إلى نزاع واسع النطاق. ويخشى المسؤولون الأمريكيون من أن يؤدي التصعيد إلى توسيع دائرة الحرب في اليمن، ليشمل مناطق إضافية ويستقطب أطرافاً دولية جديدة، وهو ما قد يعقد من جهود السلام ويزيد من صعوبة إيجاد حلول تفاوضية للصراع.
وفي حال استمر الحوثيون في عملياتهم العدائية ضد السفن الأجنبية، قد تضطر الولايات المتحدة إلى تكثيف عملياتها العسكرية أو نشر قوات إضافية في البحر الأحمر، ما سيزيد من مخاطر اندلاع نزاع مفتوح مع تداعيات لا يمكن التنبؤ بها.
ويبدو أن الإدارة الأمريكية تعمل على تحقيق توازن دقيق بين الضغط على الحوثيين من جهة، وتجنب أي خطوات قد تؤدي إلى اندلاع مواجهة مباشرة واسعة النطاق في المنطقة.
موقف جماعة الحوثيين واستعدادها للرد
في المقابل، أعلنت جماعة الحوثيين في صنعاء عن استعدادها الكامل للتصدي لأي عمليات عسكرية من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، مؤكدة أنها لن تتردد في توسيع عملياتها واستهداف السفن الأجنبية في البحر الأحمر ردًا على الغارات الجوية.
وفي بيان صدر عن الجماعة، أكد الحوثيون أنهم “مستعدون لمواجهة أمريكا وبريطانيا وإسرائيل”، وأنهم يعتبرون الغارات الأخيرة تصعيدًا لن يمر دون رد.
تستند استراتيجية الحوثيين إلى ما يرونه “حق الدفاع عن النفس” ضد أي تدخلات أجنبية، معتبرين أن استهداف السفن الأجنبية هو جزء من رد فعل مشروع على ما وصفوه بـ”الاعتداءات المتواصلة”
ويمثل هذا الإعلان تهديداً مباشراً للمصالح الغربية في المنطقة، حيث تعزز هذه المواقف من احتمالية حدوث المزيد من الاشتباكات والمواجهات في الممرات المائية الحيوية، مع احتمالية تصاعد التوترات إلى مواجهات مباشرة.