منفذ الوديعة: تنظيم الدخول عبر “تطبيق عبور” يُحدث فرقًا حقيقيًا في حياة المسافرين

قبل أشهر فقط، كان الوصول إلى منفذ الوديعة الحدودي بين اليمن والسعودية يشكّل كابوسًا يوميًا للمئات من المسافرين. طوابير من السيارات، انتظار قد يمتد لساعات أو حتى أيام، وصوت واحد يتكرر بين الركاب: “متى نتحرك؟”

لكن المشهد تغيّر تدريجيًا، بعد أن تم إطلاق تطبيق “عبور”، الذي بات الطريقة الرسمية الوحيدة لتنظيم الدخول والخروج من المنفذ، ووضع حد للعشوائية التي ظلت لعقود تحاصر الناس في طريقهم بين البلدين.

من التطبيق إلى الطريق ما الذي تغيّر

بحسب شهادات مسافرين التقاهم مراسل “اليمن الغد” في الجانب اليمني من المنفذ، فإن الحجز المسبق عبر تطبيق “عبور” ساعد بشكل ملموس في تقليل التكدس. حيث يتم تحديد موعد إلكتروني واضح لعبور السيارة، ما يمنع التزاحم ويضمن سيراً منظماً.

“قبل كنا نجي ونجلس يومين ننتظر دورنا.. الآن تحجز بالتطبيق وتجي بموعدك تمشي على طول” يقول سائق شاحنة من مأرب.

وهو ما أكدته أيضًا مصادر محلية في حضرموت، مشيرة إلى أن التطبيق خفّض عدد السيارات المتجمعة يوميًا بنسبة فاقت 40%، بعد التحديث الأخير الذي رفع سقف الحجوزات اليومية إلى 550 مركبة.

كيف يعمل تطبيق عبور

  • أولاً: يقوم المستخدم بتحميل التطبيق على هاتفه (متوفر لأندرويد).

  • ثم يُنشئ حسابًا باستخدام رقم هاتفه وجواز سفره.

  • بعدها، يحدد موعدًا مناسبًا للسفر، ويُصدّر له “تذكرة إلكترونية” يُطلب إبرازها عند الوصول.

هذا الإجراء البسيط، بحسب المسافرين، جنّبهم عشوائية المعاملات اليدوية، وأعطاهم شعورًا بالثقة والنظام. إلا أن البعض ما زال يطالب بخيار تعديل الحجز، خاصة في حال تأجيل مفاجئ.

ليس كل شيء ورديًا

ورغم التحسن الكبير، إلا أن التطبيق لا يزال يواجه بعض المشكلات، أهمها:

  • ظهور رسالة “غير مؤكد” بعد الحجز، ما يُربك المستخدمين.

  • صعوبة التعامل مع التطبيق لمن لا يمتلكون خبرة بالتقنية.

  • غياب نسخة iOS حتى الآن.

الجهات المسؤولة أوضحت أن حالة “غير مؤكد” لا تعني إلغاء الموعد، بل يجري تأكيده تلقائيًا مع اقتراب تاريخ العبور.

وثائق الدخول المطلوبة عبر المنفذ

للدخول أو الخروج عبر منفذ الوديعة، يحتاج المسافر إلى:

  • جواز سفر ساري المفعول لمدة لا تقل عن 6 أشهر.

  • تأشيرة سعودية صالحة.

  • استمارة السيارة وتصريح جمركي (أو تفويض للقيادة).

  • تذكرة الحجز من تطبيق “عبور”.

ولا يُسمح مطلقًا بالدخول لمن ليس لديهم حجز فعّال.

بين الماضي واليوم.. المسافة تقاس بالتنظيم

كان منفذ الوديعة لسنوات طويلة نقطة عبور منهكة نفسيًا ولوجستيًا للمسافرين اليمنيين، لكن مع إدخال “عبور” بات التنظيم ممكناً، وإن كان لا يزال في بداياته.

“نحن لا نطلب المستحيل.. فقط نريد معاملة إنسانية ونظام واضح”، يعلّق أحد المسافرين، مختتمًا حديثه بابتسامة خفيفة، وكأنه يستبشر بأن الأمور في طريقها للتحسّن.

روابط مفيدة

  • رابط تحميل تطبيق عبور من Google Play

  • [الأسئلة الشائعة حول الحجز عبر التطبيق – اليمن الغد]

  • [مواعيد الحجوزات والتحديثات اليومية – صفحة هيئة النقل البري]

سارة الأحمدي - محررة سياسية

"سارة الأحمدي – صحفية سياسية في موقع اليمن الغد، متخصصة في تغطية الأخبار المحلية والتحقيقات الاجتماعية منذ 2018. تهتم بقضايا اليمن والتحليل الإخباري العميق."

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى