وفاة الشيخ محمد إبراهيم العيسوي بعد مسيرة دعوية حافلة

توفي اليوم الخميس الموافق 28 أغسطس 2025، الشيخ محمد إبراهيم العيسوي، إمام وخطيب جامع الشهداء في العاصمة صنعاء، وأحد أبرز العلماء والدعاة الذين تركوا بصمة مؤثرة في الساحة الدعوية اليمنية والعربية. وقد وافته المنية بعد حياةٍ حافلة بخدمة الإسلام ونشر رسالته بالحكمة والموعظة الحسنة.
مسيرة علمية ودعوية ممتدة
بدأ الشيخ محمد العيسوي مسيرته الدعوية منذ مطلع الثمانينيات في جامع الأسودي بالحديدة عام 1982، قبل أن ينتقل إلى العاصمة صنعاء إمامًا وخطيبًا في جامع العاقل عام 1986 وحتى عام 2000، ثم تولى الإمامة والخطابة في جامع الشهداء، حيث واصل عطائه إلى أن وافته المنية.
وقد عُرف الشيخ بخطبه المؤثرة التي جمعت بين الأصالة والمعاصرة، وبتناوله القضايا الدينية والاجتماعية بروح المسؤولية والإخلاص.
مواقفه البارزة
تميّز الشيخ العيسوي بمواقف ثابتة في الدفاع عن قضايا الأمة الإسلامية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، حيث كان من أشد المناهضين للتطبيع مع الكيان الصهيوني.
وخلال لقاء علمائي نظمته رابطة علماء اليمن تحت شعار “لا عذر للجميع أمام الله في القعود عن نصرة غزة وفلسطين”، شدد على خطورة التطبيع واعتبره “انكشافًا للوجوه الحقيقية للمطبعين”، داعيًا إلى العودة للثوابت الإسلامية.
من أبرز أقواله
“كيف لمن تلطّخت أيديهم بدماء اليمنيين أن يحرّروا المسجد الأقصى؟ وكيف لمن طبعوا مع العدو الإسرائيلي أن ينقذوا الأمة من الوحل الذي أصابها؟”
إرثه العلمي والإعلامي
لم يقتصر دور الشيخ على المنبر، بل كان حاضرًا في العديد من الندوات والمؤتمرات العلمية التي تناولت قضايا الأمة، كما شارك في برامج إعلامية وتوعوية دينية ركّز فيها على القيم القرآنية، وتعزيز التماسك الاجتماعي، ووحدة الصف الإسلامي.
وقد وصفه محبوه بأنه خطيب مفوّه و داعية وسطي جمع بين الحكمة والاعتدال، وترك أثرًا عميقًا في نفوس مستمعيه.
برحيل الشيخ محمد إبراهيم العيسوي، فقدت الساحة الدعوية علَمًا من أعلام الخطابة والإرشاد، ورمزًا من رموز الاعتدال والدعوة بالحكمة.
وتقدم العديد من العلماء والدعاة، إلى جانب طلابه ومحبيه، بخالص العزاء والمواساة لأسرته الكريمة، سائلين الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه الفردوس الأعلى.
وكانت حلقاته بعد صلاة الفجر في جامع الشهداء بصنعاء محطة لطلاب العلم، حيث درّس السيرة النبوية والحديث الشريف، وتخرّج على يديه عدد كبير من العلماء والدعاة من مصر واليمن.