قضية ميسر العيساوي من هي و مأساة أردنية تختزل معاناة المختفين قسرًا
ميسر العيساوي، معلمة أردنية اختفت في ظروف غامضة عام 1984 أثناء إقامتها في دمشق مع زوجها. تم اعتقالها من قبل السلطات السورية دون توجيه تهم رسمية، ليظل مصيرها مجهولاً حتى اليوم، وتبقى قصتها رمزًا لمعاناة آلاف الأسر التي فقدت أحبائها بسبب الاختفاء القسري في سوريا.
بداية القصة ميسر العيساوي
وُلدت ميسر جميل عبد العيساوي عام 1958 في الأردن. كانت تعمل معلمة للغة الإنجليزية، وتعيش حياة عادية إلى أن انتقلت إلى دمشق مع زوجها. في أواخر عام 1984، قامت المخابرات السورية باعتقالها دون تقديم أي تفسير رسمي.
منذ تلك اللحظة دخلت عائلتها في دوامة من الحيرة والألم، ولم تتمكن من معرفة أي تفاصيل حول مكان احتجازها أو الأسباب وراء اختفائها.
جهود العائلة المستمرة
عاشت عائلة ميسر عقودًا من المعاناة، محاولين بكل الطرق معرفة مصيرها:
- والدتها: كرست حياتها للبحث عن ابنتها المفقودة. طرقت أبواب المسؤولين، وناشدت السلطات الأردنية والسورية، لكنها لم تحصل على أي إجابات.
- محاولات دبلوماسية: في عام 1997، لجأت والدتها إلى الملك الأردني الراحل الحسين بن طلال، الذي تحدث مع الرئيس السوري حافظ الأسد حول القضية. ورغم ذلك، بقيت المعلومات عن ميسر طي الكتمان.
مأساة العائلة
لم تكن ميسر الوحيدة التي واجهت مصيرًا مأساويًا في عائلتها:
- شقيقها ثائر: توفي في بغداد عام 1992 في العشرينيات من عمره.
- شقيقها عبد اللطيف: رحل في مصر في ظروف صعبة.
- والدتها: توفيت عام 2018 دون أن تعلم أي شيء عن مصير ابنتها، تاركة خلفها ألمًا لا يوصف.
رسالة من قريبها محمد جميل خضر
في رسالة مؤثرة، ناشد الكاتب والروائي الأردني محمد جميل خضر، وهو قريب ميسر، المجتمع الدولي والجهات الحقوقية لمعرفة مصيرها. أشار في رسالته إلى المعاناة الطويلة التي عاشتها العائلة:
“ماتت خالتي وفي قلبها حسرة عجزها عن بلوغ أيّ معلومة حول ابنتها، وفي قلبها حسرة رحيل ابنها ثائر في العراق، ورحيل بكرها عبد اللطيف في مصر. رحلت مسربلةً بالشكِّ والحيرةِ وانصهارِ آلامِها مع آلام بلدها فلسطين”.
ميسر العيساوي رمز للمختفين قسرًا
تُعد قصة ميسر مثالًا حيًا على الانتهاكات التي تعرض لها المختفون قسرًا في سوريا. وفقًا لمنظمات حقوقية دولية، تقدر حالات الاختفاء القسري في البلاد بعشرات الآلاف. وتبرز قضية ميسر كواحدة من أبرز هذه الحالات، مسلطة الضوء على الحاجة الملحة لتحقيق العدالة والمساءلة.
النداء الأخير
عائلة ميسر، بما تبقى منها، تواصل نداءاتها للمجتمع الدولي وللمنظمات الحقوقية للكشف عن مصيرها. شقيقها جهاد، الذي يرقد حاليًا على سرير الشفاء، ينتظر بفارغ الصبر خبرًا مفرحًا قد يعيد له الأمل في الحياة.
الحاجة إلى العدالة
تمثل قضية ميسر العيساوي دعوة للعالم لعدم نسيان المعتقلين والمفقودين قسرًا، وتؤكد على أهمية دعم الجهود الدولية للكشف عن مصيرهم وضمان محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم. إن اختفاء ميسر منذ أربعين عامًا يشكل وصمة في سجل حقوق الإنسان، ويؤكد على الحاجة إلى مواصلة النضال من أجل الحرية والكرامة.