وفاة السياسي اليساري مصطفى البراهمة عن 70 عامًا

توفي اليوم السياسي اليساري مصطفى البراهمة، الأمين العام السابق لحزب النهج الديمقراطي، عن عمر 70 عامًا بعد صراع طويل مع المرض. نرصد أبرز محطات حياته النضالية والسياسية والمهنية.
ولد مصطفى البراهمة عام 1955، وظهر اهتمامه بالشأن السياسي منذ شبابه المبكر، حيث انضم في السبعينيات إلى الحركات اليسارية السرية، التي ساهمت في تشكيل وعيه السياسي. وكان من بين أول خطواته الانخراط في النقابة الوطنية للتلاميذ التابعة لليسار الجديد، مما منح تجربته السياسية البدايات الأولى الفعلية.
خلال دراسته في المدرسة المحمدية للمهندسين، التحق البراهمة بمنظمة “إلى الأمام” الماركسية اللينينية السرية، وهي فترة شكلت نقطة تحول كبيرة في حياته، حيث أسهمت في بلورة أفكاره حول التغيير السياسي والاجتماعي في البلاد.
نشاطه السياسي أثار اهتمام السلطات، ليتم اعتقاله في عام 1985 والحكم عليه بالسجن لمدة 20 عامًا. ومع مرور السنوات، أفرج عنه ضمن عفو عام في 1994، مواصلًا بعد ذلك مشواره النضالي دون كلل أو تراجع.
في يوليو 2012، تولى مصطفى البراهمة قيادة حزب النهج الديمقراطي كأمين عام، خلفًا لعبد الله الحريف، مؤكدًا على موقف الحزب الثابت في مقاطعة الانتخابات، واصفًا العملية الانتخابية بأنها “غير نزيهة ولا تمثل مصالح الشعب”.
لم يقتصر دوره على السياسة فحسب، بل كان مهندسًا في الأشغال العمومية ومفتشًا جهويًا في وزارة الإسكان، ما مكنه من الجمع بين الخبرة المهنية والالتزام السياسي العميق. وقد ساعده ذلك في تعزيز مصداقيته ومواقفه الثابتة داخل الحزب.