عربي ودولي

بعد إطلاق سراحه من هو محمود عيسى صفقة “طوفان الأحرار”

إطلاق سراح 250 أسيرًا فلسطينيًا

اليمن الغد
الإعلامية لينا الشمري

في خطوة تاريخية، أفرجت السلطات الإسرائيلية اليوم الإثنين عن 250 أسيرًا فلسطينيًا، ضمن صفقة تبادل الأسرى المعروفة باسم “طوفان الأحرار”، التي تمت بين حركة حماس وإسرائيل. وشملت عملية الإفراج 192 أسيرًا محكومين بالسجن المؤبد، و25 آخرين ذوي الأحكام العالية، إلى جانب 32 موقوفًا، إضافة إلى 1718 أسيرًا من قطاع غزة اعتقلوا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

تفاصيل الأسرى المفرج عنهم

ضمت قائمة المفرج عنهم أسرى من مختلف الفصائل الفلسطينية، حيث شملت:

ومن بين جميع الأسماء، برز اسم محمود عيسى كأبرز الشخصيات التي جذبت اهتمام الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء. تُعتبر إسرائيل عيسى من أخطر الأسرى وأكثرهم تأثيرًا بسبب خبرته الطويلة ومهاراته القيادية داخل الحركة الأسيرة.

من هو محمود عيسى؟

ولد محمود عيسى عام 1968 في بلدة عناتا شرقي القدس، وانخرط منذ شبابه في العمل المقاوم. ويُعد عيسى أحد أبرز رموز الحركة الأسيرة الفلسطينية، قضى أكثر من 32 عامًا في سجون الاحتلال، منها 15 عامًا في العزل الانفرادي. وقد تم تحريره اليوم ضمن الصفقة، مع نقله إلى مصر وفق بنود الاتفاق، الذي تزامن مع بدء تنفيذ وقف الحرب في غزة الجمعة الماضية.

قاد عيسى عام 1992 واحدة من أشهر عمليات كتائب القسام، والتي تضمنت اختطاف الضابط الإسرائيلي نسيم توليدانو قرب مدينة اللد، للمطالبة بالإفراج عن مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين.

ورغم ذلك رفضت إسرائيل التبادل وقتها، وأدت العملية إلى مقتل الضابط واعتقال عيسى ورفاقه بعد مطاردة استمرت ستة أشهر، حيث صدر بحقه ثلاثة أحكام مؤبدة إضافة إلى 49 عامًا أخرى.

وفي عام 1996، حاول عيسى وزملاؤه حفر نفق بطول 10 أمتار أسفل سجن عسقلان في محاولة للهروب الجماعي، إلا أن الاحتلال اكتشف المحاولة ونقل عيسى إلى العزل الانفرادي. كما رفضت إسرائيل إدراجه في صفقة وفاء الأحرار (شاليط) عام 2011، رغم المطالبات المتكررة بالإفراج عنه.

يُعتبر عيسى المؤسس الأول للوحدة الخاصة 101 في كتائب القسام عام 1992، وهي وحدة تبنت استراتيجية أسر الجنود الإسرائيليين مقابل إطلاق الأسرى الفلسطينيين، وهو نهج أصبح لاحقًا أحد أبرز تكتيكات المقاومة.

قبل اعتقاله، كان محمود عيسى طالبًا في كلية الشريعة وأصول الدين بجامعة القدس في أبو ديس، ومديرًا لمكتب صحيفة “صوت الحق والحرية” بالقدس، لكنه ترك دراسته وعمله الصحفي بعد أن لاحقته إسرائيل بسبب نشاطه العسكري.

تحرير عيسى اليوم ليس مجرد خروج أسير من السجون، بل يمثل عودة رمز من رموز المقاومة الفلسطينية، وأحد أبرز الشخصيات التي شكلت صمود الحركة الأسيرة داخل سجون الاحتلال على مدى عقود طويلة.

تمت مراجعة هذا الخبر وفقًا لسياسة التحرير الخاصة بـ اليمن الغد.
الإعلامية لينا الشمري – محررة في الشؤون الدولية
لينا الشمري محررة أخبار دولية في «اليمن الغد»، تكتب تقارير وتحليلات حول أبرز الأحداث العالمية والشؤون السياسية الدولية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى