
في فجر الأربعاء 15 أكتوبر 2025، استيقظت العاصمة العراقية بغداد على خبر مؤلم هز الرأي العام، بعد الإعلان عن مقتل السياسي صفاء المشهداني المرشح عن تحالف السيادة في ظروف غامضة شمال العاصمة.
الخبر لم يكن مجرد حادثة اغتيال جديدة في البلاد، بل تحوّل إلى قضية رأي عام، لما كان يمثله المشهداني من حضور سياسي وشعبي في الأوساط السنية، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المقبلة.
من هو صفاء المشهداني؟
صفاء المشهداني هو أحد الأسماء المعروفة في بغداد، شغل سابقًا عضوية مجلس المحافظة، وبرز في السنوات الأخيرة داخل تحالف السيادة الذي يضم شخصيات مثل محمد الحلبوسي وخميس الخنجر.
كان المشهداني يتمتع بعلاقات واسعة مع وجهاء العشائر وناشطي المجتمع المدني، وبرز كممثل عن الأصوات الشبابية التي طالبت بتحسين الخدمات في مناطق شمال العاصمة.
حمل الرقم 26 في قائمة التحالف، وكان يُنظر إليه كوجه سياسي صاعد يمكن أن يلعب دورًا مؤثرًا في المرحلة المقبلة.
كيف وقعت الجريمة؟
بحسب المعلومات الأولية، كان المشهداني في جولة ميدانية داخل منطقة الطارمية شمال بغداد، عندما انفجرت عبوة ناسفة لاصقة كانت مزروعة في مركبته.
الانفجار كان قويًا لدرجة أنه أدى إلى وفاته على الفور، فيما طوقت القوات الأمنية المكان وبدأت التحقيقات.
مصادر محلية تحدثت عن أن الحادث وقع بعيد ساعات قليلة من نشره مقطع فيديو يتحدث فيه عن “مشاريع خدمية جديدة” في المنطقة.
هل تلقى تهديدات قبل اغتياله؟
رغم أن الجهات الرسمية لم تؤكد تلقيه تهديدات مباشرة، إلا أن مصادر سياسية أشارت إلى أن المشهداني تلقى في الأسابيع الأخيرة رسائل تحذيرية غير رسمية، بسبب نشاطه في مناطق شهدت توترًا أمنيًا متكررًا.
منطقة الطارمية معروفة تاريخيًا بوجود جماعات مسلحة وتنظيمات متطرفة، ما جعل فرضية الاستهداف المنظم أمرًا مطروحًا بقوة في الأوساط الأمنية والإعلامية.
من هي زوجة صفاء المشهداني؟
حتى اللحظة، لم تصدر معلومات دقيقة عن هوية زوجته أو تفاصيل حياته العائلية، إذ كان المشهداني يحرص دائمًا على إبقاء حياته الخاصة بعيدًا عن الأضواء، مركّزًا على نشاطه السياسي والخدمي فقط.
مصادر مقربة أكدت أنه متزوج ولديه أبناء، لكن لم تُعرف أسماؤهم أو أي تفاصيل أخرى احترامًا لخصوصيتهم.
تداعيات الحادثة على تحالف السيادة
اغتيال المشهداني مثّل ضربة موجعة لتحالف السيادة، خصوصًا أنه جاء في توقيت حساس تستعد فيه القوى السياسية لخوض الانتخابات.
مصدر داخل التحالف وصف الحادث بأنه “رسالة سياسية خطيرة تستهدف رموزًا مؤثرة”، مطالبًا الحكومة بتوفير حماية أكبر لبقية المرشحين.
تحالف السيادة الذي تأسس مطلع عام 2022، يُعد أكبر تكتل سني داخل البرلمان العراقي، ويضم 63 نائبًا.
مقتل أحد مرشحيه البارزين بهذه الطريقة قد يعيد ترتيب أولويات التحالف ويزيد من التوتر السياسي في بغداد.
ردود فعل الشارع العراقي
مواقع التواصل الاجتماعي امتلأت خلال الساعات الأولى من انتشار الخبر بعشرات المنشورات التي نعت المشهداني وطالبت بكشف الجناة.
مغردون عراقيون كتبوا: “لم يعد السياسيون آمنين في بلدنا.. الدم العراقي لا يتوقف.”
في المقابل، أطلق ناشطون حملة بعنوان #العدالة_لصفاء_المشهداني تدعو إلى كشف نتائج التحقيق وعدم تسييس القضية.
التحقيقات الأولية
القوات الأمنية أعلنت فتح تحقيق عاجل في الحادث، فيما تشير التوقعات إلى أن التحقيق قد يستغرق وقتًا طويلًا بسبب حساسية المنطقة وتعدد الأطراف المحتملة.
مصادر أمنية ذكرت أن “نوع العبوة المستخدمة يشير إلى جهة تمتلك خبرة تقنية عالية”، وهو ما يعقد مسار التحقيق أكثر.