في مساء الأحد 8 يونيو 2025، انتقلت إلى رحمة الله الناشطة الكويتية والطبيبة الدكتورة عبلة خلف سعد المرزوقي، التي عُرفت بحضورها المميز وصوتها القوي في الساحة الوطنية والاجتماعية.
هذا وقد عمّ الحزن منطقة المرقاب التي رافقتها منذ بدايات عملها، حتى منحوها لقب “سندريلا المرقاب” تقديراً لدفء تعاملها وقربها من الناس.
جذور العطاء وبدايات مسيرتها
ولدت عبلة المرزوقي عام 1957 في قلب الكويت، وترعرعت في أسرة تؤمن بأهمية التعليم وخدمة المجتمع. منذ أيام الجامعة، كانت عبلة لا تكتفي بحضور المحاضرات، بل تنظم لقواها ندوات طبية وصحية لفتيات الحي، وكانت تصطحب في بعض الأحيان صديقاتها إلى المستشفيات ليطلعن على العمل الطبي عن قرب. تقول إحدى زميلاتها:
“كنت أشاهدها ترسم البسمة على وجه مريضٍ خائف، ثم تعود لتعقد اجتماعات لتخطيط حملة توعية عن أمراض الكلى. لم يكن لديها ترف التفرقة بين الدراسة والعمل الاجتماعي، بل هما وجهان لذات الهدف.”
دورها البطولي في مواجهة الغزو
مع اندلاع الغزو العراقي عام 1990، لم تتردد د. عبلة في تحويل قسم الإنعاش بالمستشفى إلى ملجأ لجرحى المقاومة والمواطنين. تروي إحدى الممرضات:
“كنت أراها تغادر مرفق الجراحة في منتصف اليوم لتتوجه إلى خيمة إغاثة نظمناها في ساحة المرقاب، تحمل معها حقن الأوكسجين وابتسامتها المطمئنة للضحايا.”
تصرفاتها في تلك الفترة لم تكن مجرد واجب مهني، بل كانت تعبيراً عن انتماء وجداني لوطنها، الأمر الذي جعل اسمها يتردد في كل زاوية من زوايا الكويت كرمز للتضحية.
نشاطها الاجتماعي وإنجازاتها اللاحقة
بعد التحرير، لم تنسَ عبلة المرضى أو المحتاجين. انطلقت في حملة “صحتك أمانة” لتوعية أهالي الأحياء الشعبية بأهمية الفحص المبكر، كما أطلقت مبادرة “كويت بلا عجز” لدعم ذوي الإعاقة بالحصول على خدمات طبية وتعليمية متكاملة.
هذا وبجانب ذلك، كانت دائماً حاضرة في منتديات المرأة الخليجية، تتحدث عن طموح المرأة وكفاحها في بناء المجتمع.
لحظة الوداع وردود الأفعال
تمت مراسم الصلاة عليها عقب صلاة مغرب اليوم في مسجد الجهراء الكبير، ثم ووري جثمانها ثرى مقبرة صبحان. حضر الجنازة عدد من المسؤولين وشخصيات المجتمع المدني، وبلل الدموع وجوه الحاضرين وهم يرددون “وداعاً سندريلا… شكراً على كل لحظة”، في إشارة إلى الأثر الإنساني الذي تركته خلفها.
على منصات التواصل، تناقل الكويتيون صوراً لها وهي تبتسم للأطفال أمام إحدى الخيم الطبية، ورسائل تعزية لعائلتها، ووصفوا أثرها بأنه ورقة بيضاء من الوفاء والحنان.
