ما حقيقة وفاة الصحفي الجزائري سعد بوعقبة؟… وملف سيرته ومسيرته المهنية
تداولت منصّات التواصل الاجتماعي في الجزائر، صباح الاثنين 1 ديسمبر 2025، أنباءً تتحدث عن وفاة الكاتب والصحفي المعروف سعد بوعقبة داخل السجن. هذه الأخبار — التي انتشرت بسرعة لافتة — أثارت موجة من التساؤلات حول وضعه الصحي، خاصة أن اسمه ارتبط في الأشهر الماضية بعدّة قضايا قضائية وضعتْه في دائرة الاهتمام العام.
حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لا يوجد إعلان رسمي من السلطات أو الجهات الصحية في الجزائر يؤكد خبر الوفاة أو يوضح تفاصيل ما جرى، ما جعل القضية محط انتظار وترقّب لدى المتابعين.
ما السبب المتداول لوفاة سعد بوعقبة؟
وفق ما أفادت به بعض المنابر الإعلامية المحلية والعربية، فإن وفاة بوعقبة — في حال صحتها — يُرجّح أن تكون نتيجة وعكة صحية مفاجئة تعرّض لها داخل السجن.
وتشير مصادر إعلامية أخرى إلى أنه كان يعاني من مشكلات صحية قبل اعتقاله، وأن وضعه تدهور خلال فترة توقيفه، بينما تحدّثت تقارير غير مؤكدة عن احتمال تعرضه لسوء معاملة داخل السجن — وهي معلومات لم تصدر بشأنها أي رواية رسمية حتى الآن.
وبين تضارب الأنباء، يظلّ الغموض مسيطراً على حقيقة ما حدث، في انتظار ما ستعلنه الجهات المعنية.
من هو الصحفي سعد بوعقبة؟
يُعدّ سعد بوعقبة واحداً من أبرز الوجوه الصحفية في الجزائر خلال العقود الماضية. وفيما يلي أهم محطات سيرته:
-
الميلاد: وُلد عام 1946 في عزابة بولاية سكيكدة شرق الجزائر.
-
البدايات المهنية: بدأ مسيرته داخل الإعلام الرسمي، فعمل في عدد من الصحف الوطنية على غرار المجاهد والشعب.
-
الانتقال للإعلام الخاص: مع توسع فضاء الصحافة المستقلة، أصبح واحداً من أبرز كُتّاب الرأي في الصحف الخاصة، واشتهر بعموده السياسي المعروف “نقطة نظام”.
-
الخط التحريري: عُرف بكتاباته الجريئة وتحليلاته النقدية اللاذعة للقضايا السياسية والاجتماعية، ما جعله من أكثر الأصوات إثارة للجدل.
على مدى أكثر من نصف قرن، تحوّل بوعقبة إلى أحد الأسماء البارزة في الصحافة الجزائرية، وصار — بالنسبة لعدد كبير من القرّاء — مرجعاً في التحليل السياسي.
أزماته القضائية والجدل الذي رافقه
اعتقال 2023
في فبراير 2023، أُوقف على خلفية مقال انتقد فيه مشروعاً حكومياً بولاية الجلفة.
وطالبت النيابة حينها بعقوبة سجنية وصلت إلى خمس سنوات، قبل أن تصدر المحكمة حكماً أخفّ يشمل السجن سنة مع وقف التنفيذ وغرامة مالية.
توقيف 2025

في نوفمبر 2025، عاد اسمه للواجهة بعد توقيفه مجدداً إثر شكوى تقدّمت بها ابنة الرئيس الأسبق أحمد بن بلّة، اتهمته فيها بالإساءة إلى رموز الثورة والدولة عقب تصريحات أدلى بها حول أموال جبهة التحرير الوطني.
هذا الاعتقال أثار نقاشاً واسعاً في الوسطين الإعلامي والسياسي، خصوصاً أن بوعقبة يُعتبر من أقدم الصحفيين الجزائريين نشاطاً، ويبلغ من العمر قرابة الثمانين عاماً.
لماذا يمثّل سعد بوعقبة قضية رأي عام؟
-
امتدت مسيرته لأكثر من خمسة عقود، عاش خلالها تحولات الإعلام الجزائري من الرسمي إلى الخاص.
-
تناول ملفات سياسية حساسة، بعضها مرتبط بالتاريخ الوطني، وهو ما جعله عرضة للملاحقات القضائية.
-
يرى كثيرون أنه أصبح رمزاً لحرية التعبير في الجزائر، بالنظر إلى أسلوبه المباشر وانتقاداته المتكررة للسلطة.